Friday, November 30, 2007

نحن والديمقراطية

..اتساءل دائما
هل نحن (العرب) نستحق الديمقراطية؟
،اعرف ان السؤال فيه شيء من السذاجة
.فمن البديهي ان الديمقراطية هي حق للجميع
ولكن سؤالي هو فيما لو كنا شعوب
..مستعدة لإستيعاب فكرة الديمقراطية
الديمقراطية هي المصدر الاساس والمحرك الفعال
،للتنمية والحضارة والتطور والرقي
فبمشاركة الجميع تتكون لدينا رسالة الأمة
.وارادتها في تحقيق مصيرها
..ولكن
،الديمقراطية لا تحدث بسهولة
،هي ليست مجرد ضغطة زر
،ولا هي منّة من الحاكم على الشعب
،ولكن هي سلوك وفهم قبل ان تكون تطبيق
والشعب الذي لا يسلك السلوك الديمقراطي
.لا يمكن ان يتقدم خطوة واحدة
فما الفائدة من انتخابات نزيهة لناخبين
لا يعرفون من ينتخبون
ولا تهمهم مصلحة الوطن العليا
!ويبيعون اصواتهم بمبلغ من المال
.النتيجة ستكون كارثة
* * *
..قبل حوالي 10 ايام
جرت انتخابات تشريعية في الأردن
،وصفتها الحكومة بأنها شفافة ونزيهة
،ولم اجد الشفافية والنزاهة منها الا الاسم
،فالتزوير بأحسن احواله كالعادة
اعتدنا ذلك من حكوماتنا فلقد كان ذلك متوقعا
،وهذا ما يمكن ان افهمه كعربي مضحوك عليه
..ولكن ما لا افهمه
هو كيف يمكن للمرء ان يبيع صوته
!بالمال او بالولائم او بمصلحة شخصية؟
،اعلم بضيق الحالة المعيشية للمواطن في البلد
ولكن لو اتيح للمواطن فرصة لتقرير مصير بلده
فهل يعقل ان تتطغى مصلحته الشخصية على قرار كهذا؟
سعر الصوت تراوح بين الـ 20 والـ 50 دينار
،وزاد عن ذلك قبيل الانتخابات
المرشح (المحترم) الذي يستخدم هذه الطريقة يريد
الوصول بأي ثمن الى كرسي النيابة
لما يتمتع به صاحب هذا المنصب بمزايا مغرية للغاية
.وليس لخدمة الشعب
اضافة لذلك.. فكثير من الناس لا يعرفون كيف ينتخبون
:فالمرشح الأمثل بالنسبة لهم هو
ابن العشيرة البار، صاحب الوجاهة، صاحب اكبر عدد
من اللافتات الدعائية، صاحب المال الوفير
،صاحب الابتسامة الحنونة او الوسامة الجذابة
.هذا عدا الحسابات العنصرية والطائفية
اما صاحب البرنامج الانتخابي الوطني المتكامل
فهذا يعتبر لاعب احتياط وآخر من ينزل للساحة
(هذا ان وجد برنامج انتخابي وطني اصلا)
كذلك هنالك حالة اجبار الزوجة والابناء لانتخاب المرشح
!الذي على مزاج الزوج
* * *
لقد رأينا نتيجة الديمقراطية في فلسطين أين اوصلتنا
فالانتخاب جرى لصالح طرف عقابا لطرف آخر
.والفائزون الان يتخبطون ولا ينجزون شيئا
وفي العراق.. جاءت الديمقراطية ذات النكهة الامريكية
لتضع حكومات طائفية همها الاكبر تقسيم العراق الى دويلات
،وعقد الصفقات وتغذية العنصرية والتفرقة
لماذا؟ لانه لم يتم انتخاب الوطنيين الأحرار في العراق
،الذين يناهضون الاحتلال والارهاب والطائفية
.لأن الطائفة لعبت دور كبير في اتخاذ قرار الناخب
* * *
..حتى ننهض بالأمة ونودع العالم الثالث
،يجب ان نمارس الديمقراطية بكل امانة
،نعم الامانة قبل كل شيء
،ويبدأ السلوك من البيت ، من العائلة
،من المدرسة والجامعة و من العمل قبل ان نمارسها في السياسة
،يجب ان نعرف من نختار حتى نختار
.والا فنحن نستحق ان نسمى شعوب لا تستحق الديمقراطية
،وبذلك يكون البديل اما ان نرضى بحكم ديكتاتوري اخرق
او نتبنى نظرية النظام النخبوي وهو ما سوف
اتحدث عنه مستقبلا

2 comments:

Rania Lelah said...

و الله يا عمار
موضوعك حلو بجد
اصل السؤال دة ديما بيجى عل بالى
و مع انى ديما بنادى بحقنا فى الديقراطيةالا انى ساعات بردة بيجى على بالى من سلوك الناس
هل احنا فعلا نستحقها و لا لاء
تحياتى لك

Anonymous said...

تحية لك يا عمار
كل عام وانت بخير
والأمة قد تحسنت أحوالها
وامتلكت إرادتها
وتقدمت نحو مستقبلها بخطى ثابتة