أزقة يلفها الملح و الدم 
دمى مقتولة تشرب الرماد والسموم
والقمر طائر ذبيح يرفرف فوق المقابر 
يصيح 
**
هنا في الازقة
أصوات أخوة يوسف يتنازعون
و يوسف في غياهب الجب 
يتلو آيات الوطن الذبيح 
و الذئب يشحذ انيابة 
مل التعب و الإنتظار
**
في غزة 
غراب ينعق في المخيم
يلعق لحاء شجر الدم
و حمامة نوح على السارية
ميتة 
والسفينة تتحطم 
تغرق على مشارف الشاطيء 
قطعان من الذئاب تطارد خراف المسيح 
و الراعي ينام في سرير عاهرة 
ماذا بقي للموت حتى ينزح عن غزة 
**
**
أنا ظلك أيها الموت الاتي من سنابل أحزاننا
نفترش سماء المجهول 
نتسلق جبال الحلم وأعمدة النار 
و نعود لنتنازع على قصبة 
**
هاشم أيها المدثر في عباءة النسيان
قم و انظر 
أترى من هذا الطفل الذي يعبر النار 
يسجد لزيتونة 
تتباهى أمام الريح 
و يغازل الشمس 
والشمس تفتح فاها 
تنتظر لتبتلع صقيع الصمت 
**
هنا 
سنابل الروح تغزل وجة اله حزين 
و امرأة تقف بين ثلج و نار 
تبيع بيض الأحلام
ما تبقى من قصائد الشعراء وتلملم
و أغاني الفرسان 
**
حزينة فراشات الشعر و عصافير الغناء 
فغزة هاشم تطحن بين حجري الرحى
و أخوة يوسف يتنازعون على القسمة 
**
**
عناة تتجة و تيمم وجهها شطر جبال الليل 
تجرجر آيل من شعيرات لحيته البيضاء 
تضع في الارض خبزا 
و في التراب لقاحا 
و تنادي على أطفال غزة 
**
**
غزة، يا عنيدة ، تنامين وحدك تحت سماء الحريق 
أود لو تفتحي طرف ردائك
و تطلقي سراح كل عصافير الانسجام 
فوطني مركب في بحر لجي
تخلى عنه ملاحوه 
**
غزة
سأحبك من بعيد من تلك المسافة التي لا تلتقي فيها الشفاه 
يتلاشى فيها صوت السماء صاعدا إلى الروح 
فما عاد البحر يرعد ولا الموج يوشوش الحصى 
**
غزة 
أنا بين الريح و العدم و بلغت من العمر عتيا 
وسيف الجوع يمزق أضلعي
نبتهج بالوهم والزبد و نبحث عن شيء لا نجدة 
فما قيمة الانتصارات و الهزائم 
إذا كان الجوع يحاصرنا
**
**
** منقول**
 













